غداة غدوا (١) فسالكٌ بطن نخلة وآخر منهم جازع نجد كَبكبِ (٢)
١١ - قوله تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾
يعني: فلم يجاوز هذا الإنسان العقبة فيأمن (٣).
قال الفراء: أفرد قوله: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ بذكر (٤) "لا" مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد "لا" مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع، حتَّى يعيدوها عليه في كلام آخر، كما قال ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١)﴾ (٥)، و ﴿وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (٦).
كذلك في هذا الموضع استغناءً بدلالة آخر الكلام على معناه من (٧) إعادتها مرة أخرى، وذلك أنَّه فسر اقتحام العقبة بأشياء فقال:
(١) في (ج): "غد".
(٢) "ديوانه" (٣١) "لسان العرب" ٣/ ٤١٥، ومطلعه فيهما: فريقان منهم قاطع نخلة. وأشار محقق الديوان أن له رواية كما ذكرها المصنف، ونخلة: موضع على ليلة من مكة، وهي التي ينسب إليها بطن نخلة، وبنخلة قتل عامر بن الحضرمي، ومن أجله كانت بدر "معجم ما استعجم" ٤/ ١٣٠٤.
كبكب: هو الجبل الأحمر، الذي تجعله خلف ظهرك إذا وقفت مع الإِمام بعرفات، وله نجد يضاف إليه، يقال له: نجد كبكب، أي: طريق كبكب. "معجم ما استعجم" ٤/ ١١١٢، "معجم البلدان" ٥/ ٣٠٧، "أخبار مكة" للفاكهي ٥/ ١١٠.
(٣) من الأمن.
(٤) في (ج): فذكر.
(٥) القيامة: ٣١.
(٦) يونس: ٦٢.
(٧) في (ج): عن.


الصفحة التالية
Icon