﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)﴾ الآية فكأن قال في أول الكلام: فلا فعل ذا ولا ذا (١) (٢).
وقال بعضهم: معنى الكلام الاستفهام تقديره (٣): أفلا اقتحم العقبة، وإليه ذهب ابن زيد، وجماعة من المفسرين (٤)، يقول: فهلا أنفق ماله في فك الرَّقاب، وإطعام السغبان؛ ليجاوز بها العقبة، فيكون خيرًا له من عداوة محمَّد - ﷺ - (٥). ويقال (٦): إنه شبَّه عظم الذنوب وثقلها (على مرتكبها) (٧)، بعقبة فإذا أعتق رقبة، وعمل صالحًا، كان مَثَلُهُ مَثَلُ من اقتحم تلك العقبة، وهي الذنوب حتَّى تذهب وتذوب، كمن يقتحم عقبة فيستوي عليها ويجوزها (٨).
وذكر عن ابن عمر أن هذِه العقبة جبل في جهنم (٩)، وقال كعب:

(١) في (ج): ولا ذا ثالثة، وهي في إحدى نسخ "معاني القرآن" للفراء.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٦٤ مع اختلاف يسير، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٠٢، "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٣٢٩.
(٣) ليست في (ج).
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٠٢، وقال: ومن تأوله كذلك -أي: على الاستفهام- لم يكن به حاجة إِلَى أن يزعم أن في الكلام متروكًا.
وانظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٣٣.
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٦.
(٦) في (ج): قيل.
(٧) فى (ج): على من يكسبها.
(٨) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٣١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٦.
(٩) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ١١٨ (٣٤٦٤٠) قال: حدثنا ابن إدريس عن أَبيه، عن عطية، عن ابن عمر، قال: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ قال: جبل زلال في جهنم. =


الصفحة التالية
Icon