رجفًا، ومنهم الزّالون والزّالات، ومنهم من يكردس في النَّار (١) اقتحامه على المُؤْمنين كما بين صلاة العصر إِلَى العشاء (٢) (٣).
وقال قتادة: هذا مَثَلٌ ضَربَهُ الله عز وجل يقول: إن المعتق والمطعم يقاحم نفسه وشيطانه، مثل من (٤) يتكلف صعود العقبة (٥).

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٣٢.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٦٧.
(٣) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٨ مختصرًا، والصراط ثابت في القرآن بقوله تعالى ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١)﴾ [سورة مريم: ٧١] في أصح أقوال أهل العلم.
انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز ١/ ٦٠٦.
وثابت في السنة رواه البخاري، في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ [سورة القيامة، آية: ٢٢، ٢٣] (٧٤٣٧).
ورواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية (١٨٢) كلاهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: "ويضرب الصراط بين ظهري جهنم... " الحديث. ومعنى هذا القول أنها عقبة حقيقية، ورجحه ابن القيم بقوله: وقول هؤلاء أصح نظرًا وأثرًا ولغةً، وهو الأقرب إِلَى الحقيقة والآثار السلفية، والمألوف من عادة القرآن في استعماله "وما أدراك" في الأمور الغائبة العظيمة.
انظر: "التبيان في أقسام القرآن" لابن القيم (ص ٢٩).
(٤) في (ج): ما.
(٥) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٢٧٨ في معناه عن الحسن، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٣٤، ولم ينسبه، ونسبه ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (٢٩) إِلَى مقاتل والحسن.
ومعنى هذا القول أنها عقبة معنوية في الدنيا، هي مجاهدة النفس والشيطان، والذي يظهر لي والله أعلم: أنَّه لا تعارض بين القولين، فإن اقتحام العقبة في =


الصفحة التالية
Icon