عن أبي صالح (١): ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)﴾ (٢) قال: أفلحت نفس زكَّاها الله، وخابت نفس أفسدها الله عز وجل (٣).
وقال الحسن: معناه قد أفلح من زكَّى نفسه فأصلحها، وحملها على طاعة الله عز وجل، ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)﴾ قال: من أهلكها وأضلها وحملها على معصية الله عز وجل (٤)، فجعل الفعل للنفس (٥).

(١) مولى أم هانئ، ضعيفٌ، يرسل.
(٢) ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (١٠)﴾ ليست في الأصل.
(٣) [٣٤٩٥] الحكم على الإسناد:
ضعيف جدًّا، محمَّد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، وشيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل.
التخريج:
لم أجده عند غير المصنف.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٣٩، "التبيان في أقسام القرآن" لابن القيم (ص ١٧).
(٥) هذا هو أحد القولين في المسألة: والقول الثاني: أن الفعل لله سبحانه، أي: أفلحت نفس زكاها الله، وهذا قول ابن عباس ومقاتل، والفرَّاء، والزجّاج، والطبري، يشهد له حديث "اللهم آت نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، وزكها أنت خير من زكلاها" يأتي تخريجه.
أما القول الثاني: وهو جعل الفعل للنفس، فهو قول الحسن وقتادة، أي. أفلح من زكى نفسه، بطاعة الله، وصالح الأعمال، ورجح هذا القول ابن القيم رحمه الله بعد ذكره لأدلة كل قول من ثلاثة وجوه.
أحدها: أن طريقة القرآن تعليق الفلاح على فعل العبد واختياره.
الثاني: أن فيه زيادة فائدة، وهي إثبات فعل العبد وكسبه، وما يثاب وما يعاقب عليه، وفي قوله: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)﴾ إثبات القضاء والقدر السابق، فتضمنت الآيتان هذين الأصلين العظيمين، وهما كثيرًا ما يقترنان في القرآن. =


الصفحة التالية
Icon