ذلك إلى النبي - ﷺ -، فقال له النبي - ﷺ - "بِعْنِيهَا بنخلة في الجنة"، فأبى، قال: فخرج فلقيه أبو الدحداح، فقال له: هل لك أن تبيعها (١) بحسنى (٢)، -يعني: حائطًا- له، فقال: هي لك، فأتى النبي - ﷺ - فقال: يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة، قال: "نعم"، قال (٣): هي لك، فدعا النبي - ﷺ - جار الأنصاري، فقال: خذها فأنزل الله عز وجل: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة، ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ أبو الدحداح ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ يعني: الثواب ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ يعني: الجنة ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾ يعني: الأنصاري ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ يعني: الثواب ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ يعني: النار (٤) ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ يعني به (٥) إذا مات إلى قوله: ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى﴾ صاحب النخلة ﴿الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧)﴾ (يعني: أبا الدحداح ﴿الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨)﴾ يعني: أبا الدحداح، ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩)﴾ يكافئه بها يعني أبا

(١) في (ج): تبيعنيها.
(٢) هكذا في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٩٠، وفي "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٤٦: حش.
(٣) ليست في (ج).
(٤) في (ب): إلى النار.
(٥) به: ليست في (ج).


الصفحة التالية
Icon