من الله لتتابع عليه، كما كان يفعل بمن كان قبله من الأنبياء (١).
وقال المسلمون: يا رسول الله أما ينزل عليك الوحي؟ فقال: " وكيف ينزل عليّ الوحي وأنتم لا تُنقون براجِمَكُم (٢)، ولا تُقلمون أظفاركم"، فأنزل الله عز وجل هذِه السورة (٣)، فقال النبي - ﷺ -: "يا جبريل ما جئت حتى اشتقت إليك"، فقال جبريل عليه السلام: وأنا كنت إليك أشد شوقًا، ولكني عبدٌ مأمور ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ (٤) الآية (٥).

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٩٢.
(٢) البراجم: العُقَد التي في ظهور الأصابع، وهي المواضع التي تتشنج ويجتمع فهيا الوسخ، واحدتها برجمة. "المجموع المغيث" لأبي بكر الأصبهاني ١/ ١٤٣، وللاستزادة انظر: "فتح الباري" لابن حجر ١٠/ ٣٣٨.
(٣) في (ج): فأنزل الله تعالى جبريل عليه السلام بهذِه السورة.
(٤) مريم: ٦٤.
(٥) رواه الإمام أحمد في "مسنده" ١/ ٤٠٣ (٢١٨٢) قال: حدثنا أبو اليمان، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أبي كعب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، عن النبي - ﷺ -: أنه قيل له: يا رسول الله لقد أبطأ عنك جبريل عليه السلام، فقال: "ولِمَ لا يبطئ عني، وأنتم حولي لا تستنون، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم".
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٤٣١ (١٢٢٢٤) قال: حدثنا أبو عامر النحوى، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا إسماعيل بن عياش به. والحديث ضعيفٌ، فيه: ثعلبة بن مسلم الخثعمي، مستورٌ كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ١٤٩. وفيه أبو كعب مولى علي بن عبد الله بن عباس. قال أبو زرعة: لا يعرف إلا في هذا الحديث، ولا يُسمى.
انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٩/ ٤٣٠. =


الصفحة التالية
Icon