النَّاسُ ضُحًى} (١).
وقال أهل المعاني فيه وفي أمثاله: بإضمار الرب، مجازه: ورب الضحى (٢).
٢ - ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢)﴾
قال الحسن: أقبل بظلامه، وهي رواية العوفي عن ابن عباس (٣) الوالبي عنه: إذا ذهب (٤). الضحاك: غطّى كل شيء.
مجاهد وقتادة وابن زيد: سكن بالخلق واستقر ظلامه (٥)، يقال: ليل ساج، وبحر ساج.

(١) طه: ٥٩.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٥١، وهذا هو القول الأول.
والقول الثاني: أنه ليس هناك إضمار، وأنه أقسم بالضحى، والليل، والطور، والذاريات، وغيرها. وأجاب العلماء عن ذلك بعدة أجوبة: قال الحسن: إن الله يقسم بما شاء من خلقه، وليس لأحد أن يقسم إلا بالله.
وقيل: إن العرب كانت تعظم هذِه الأشياء وتقسم بها، فنزل القرآن على ما يعرفون.
وقال ابن أبي الأصبع: القسم بالمصنوعات يستلزم القسم بالصانع، لأن ذكر المفعول يستلزم ذكر الفاعل، إذ يستحيل وجود مفعول بغير فاعل.
وقال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٦): وإقسامه ببعض المخلوقات دليل على أنه من عظيم آياته.
وانظر: "الإتقان" للسيوطي ٥/ ١٩٥٠.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٢٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٥٤.
(٤) السابق.
(٥) السابق.


الصفحة التالية
Icon