وأنا انظر فطاف بهبل وقبَّل رأسه، وناداه يا سيداه لم تزل منَّتك على قريش قديمة، وهذِه السعدية تزعم أن ابنًا لها قد ضلَّ، فرده إن شئت، وأخرج هذِه الوحشة عن بطحاء مكة، فإنها تزعم أن ابنها محمدًا قد ضلَّ، قال (١): فانكب الصنم (٢) هبل على وجهه، وتساقطت الأصنام، وقالت: إليك عنا أيها الشيخ، إنما هلاكنا على يدي محمد - ﷺ -. قالت: فأقبل الشيخ أسمع لأسنانه اصطكاكًا، ولركبتيه ارتعاشًا (٣)، وقد ألقى عكازته (٤) من يده، وهو يقول: يا حليمة إن لابنك ربًّا لا يضيعه، فاطلبيه على مهل، قالت: فخفت أن يبلغ الخبر عبد المطلب قبلي، فقصدته، فلمَّا نظر إليّ قال: أسعدٌ نزل بك أم نحوس (٥)، قلت: بل النحس الأكبر ففهمها مني، وقال: لعل ابنك قد (٦) ضلَّ منك؟ ! قالت: قلت: نعم، فظن أن بعض قريش قد اغتاله فسلّ عبد المطلب سيفه، وكان (٧) لا يثبت له أحد من شدة غضبه، ونادى. بأعلى صوته: يا آل غالب، يا آل غالب، وكانت دعوتهم في الجاهلية، فأجابته قريش بأجمعها،

(١) في (ب)، (ج): قالت.
(٢) من (ب)، (ج).
(٣) في (ب)، (ج): ارتعادًا.
(٤) في (ج): عكازه.
(٥) في (ج): النحوس.
(٦) ساقطة من: (ب)، (ج).
(٧) من (ب)، (ج).


الصفحة التالية
Icon