أيها الهاتف، ومن لنا به؟ وأين هو؟ قال: بوادي تهامة عند شجرة اليمن، فأقبل عبد المطلب راكبًا باكيًا (١)، متسلحًا (٢) فلما صار في بعض الطريق، تلقاه ورقة بن نوفل، فصارا جميعًا يسيران، فبينما هما كذلك إذا النبي - ﷺ - قائم تحت شجرة، يجذب الأغصان، ويعبث بالورق، قال له عبد المطلب: من أنت يا غلام (٣)؟ قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال له عبد المطلب: فدتك نفسي، فأنا جدّك، ثم حمله على قربوس سرجه (٤)، ورده إلى مكة، واطمأنت قريش بعد ذلك (٥).

(١) ساقطة من: (ب)، (ج).
(٢) في (ب): متشحًا.
(٣) قال على الحلبي في "السيرة الحلبية" ١/ ١٠٥: وقول جده له: من أنت يا غلام؟ لعله؛ لكونه وجده على حالة لا توجد لمن يكون في سنه عادة، كما تقدم عن حليمة من قولها: كان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان.
(٤) القربوس: حنو السرج. قال الأزهري: وللسرج قربوسان فأما القربوس المقدم ففيه العَضُدان، وهما رجلا السرج، ويقال لهما: حنواه... والقربوس الآخر فيه رجلا المؤخرة وهما حنواه.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٩/ ٣٩٥، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ١٧٣.
(٥) أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٣٩ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، قال: حدثني أبي، عن أبيه سليمان بن علي، عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس، عن عبد الله بن عباس.
قلت: ابن عباس يروي عن كعب الأحبار، فلعله أخذه منه، إلا أن الحديث =


الصفحة التالية
Icon