إِلَيْهِمْ} (١) ﴿لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى﴾ (٢).
بندار بن الحسين: كنت قائمًا مقام الاستدلال فتعرفت إليك، وأغنيتك بالمعرفة عن الشواهد والأدلة (٣)، وقيل: وجدك طالبًا لقبلتك، ضالًا عنها، فهداك إليها (٤).
(دليله قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ (٥) (٦).

(١) النحل: ٤٤.
(٢) النحل: ٦٤.
(٣) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي ٣٦٩/ أ.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ٩٧، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٤٥٨.
(٥) البقرة: ١٤٤.
(٦) ما بين المعقوفين زيادة من (ج)، وهو في تفسير القرطبي كذلك.
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٥/ ٩٩: هذِه الأقوال كلها حسان، ثم منها ما هو معنوي، ومنها ما هو حسَّي.
والذي أراه والله أعلم أنه كقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ [الشورى: ٥٢].
وهذا هو أقرب الأقوال؛ لأن أول ما يفسر به القرآن هو القرآن، وهذا هو الذي رجحه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٩٤، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٤/ ٣٨٤، والزجَّاج في "معاني القرآن" ٥/ ٣٣٩ - ٣٤٠.
وأما ما ذكر من الأقوال فهو إما يراد به القول الحسي، وهو ضياع النبي - ﷺ - في صغره، ولم يثبت شيء من ذلك كما تقدم، وإما أمور دلَّ اللفظ عليها لكن ليست هي المرادة بعينها، وإما أمور ذكرت من باب الإشارة والقياس.
قال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٨٥): وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم، وهذا لا بأس به، بأربعة شرائط: =


الصفحة التالية
Icon