وقيل: بأخذ ميثاقه على النبيين وإلزامهم الإيمان به، وإقرارهم (١) بفضله (٢).
وقال ذو النون: همم الأنبياء تجول حول العرش، وهمة محمَّد - ﷺ - فوق العرش (٣) لذلك قال: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)﴾ فذِكْرُهُ (٤) بذكرِهِ، ومفزع (٥) الخلق يوم القيامة إلى محمَّد - ﷺ - كمفزعهم إلى الله؛ لعلمهم بجاهه عنده (٦).

(١) في (ب)، (ج): والإقرار.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٦٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٣٩٠ - ٣٩١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٠٧.
(٣) ساقطة من (ج).
(٤) في (ب)، (ج): ذكره.
(٥) في (ج): يفزع.
(٦) ذكره السلمي في "حقائق التفسير" ٣٧٠/ أ. قلت: وهذِه من عبارات الصوفية الغلاة، وما قاله ذو النون -إن صح عنه- كلام باطل، والنّاس إنَّما يفزعون إلى النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - يوم القيامة، لكي يشفع لهم عند ربهم والله تعالى يقول: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)﴾ [النجم: ٢٦] فالشفاعة لابد لها من شرطين: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع، فكيف يكون مَفْزَعُ الخلق إلى محمَّد - ﷺ - كَمَفْزَعِهِم إلى الله تعالى، وأمَّا قوله: "همم الأنبياء تجول حول العرش وهمة محمَّد - ﷺ - فوق العرش" فهذا يحتاج إلى دليل ونص؛ لأنَّه أمر غيبي، فالواجب الابتعاد عن مثل هذِه العبارات والالتزام بالكتاب والسنة، يقول النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البُخاريّ كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا﴾ (٣٤٤٥) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.


الصفحة التالية
Icon