قال العلماء في معنى هذا الحديث: لأنَّه (١) عرّف العسر، ونكّر اليسر، وهي عادة (٢) العرب إذا ذكرت اسمًا مُعرّفًا (٣) ثم أعادته فهو هو، وإذا نكّرته ثم كرَّرته فهما اثنان (٤).
وقال الحسن بن يَحْيَى بن نصر الجرجاني، صاحب كتاب "النظم" (٥): تكلم النَّاس في قوله - ﷺ -: "لن يغلب عسرٌ يسرين" فلم يحصل (٦) غير قولهم: أن العسر معرفة، واليسر نكرة مكررة، فوجب أن يكون العسر واحدًا، واليسر اثنان (٧)، وهذا قول مدخول لا يجب على هذا (٨) التدريج إذا قال الرجل (٩): إن مع الفارس

(١) في (ج): إنه.
(٢) في (ب)، (ج): ومن عادة.
(٣) في الأصل: معروفًا، وما أثبته من (ب)، (ج).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٣٤١، "إعراب القراءات السبع" لابن خالويه ٢/ ٥٠١، "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه (ص ١٢٧)، "إملاء ما منّ به الرحمن" للعكبري (ص ٢٨٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٦٥، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٥٦٣، وهذا هو القول الثالث في هذِه الآية.
وقد ذكر هذا الكلام ابن هشام في كتابه "مغني اللبيب" ٢/ ٦٥٦ في الباب السادس: في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين، والصَّواب خلافها، الموضع الرابع عشر وذكر أنَّه يشكل على هذا الكلام أمور ثلاثة. فراجعه هناك فإنَّه كلام نفيس.
(٥) في الأصل: النظر وهو خطأ، والتصحيح من (ب)، (ج) وهو: كتاب "نظم القرآن".
(٦) في الأصل: يحمل، وما أثبته من (ب)، (ج) و "معالم التنزيل" وهو أنسب.
(٧) في (ب)، (ج): عسرًا واحدًا ويسران.
(٨) ساقطة من (ج).
(٩) ساقطة من (ج).


الصفحة التالية
Icon