سيفًا، إن مع الفارس سيفًا، أن يكون الفارس واحدًا والسيف اثنين، ولا يصح هذا في نظم العربية فمجاز قوله: لن يغلب عسر يسرين أن الله بعث نبيه - ﷺ - مقلًا مخفًا فعيَّره المشركون بفقره حتَّى قالوا: نجمع لك مالًا فاغتم، وظن أنهم كذَّبوه، لفقره فعزَّاه الله تعالى، وعدَّدَ عليه نعماءه، ووعده الغني، فقال: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ (١) إلى قوله: (ذكرك) فهذا ذكر امتنانه عليه، ثم ابتدأ ما وعده من الغني ليُسلّيه (٢) مما خامر قلبه، فقال (٣): ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥)﴾ (والدليل عليه دخول الفاء في قوله فإن) (٤)، ولا تدخل الفاء أبداً إلَّا في عطف أو (٥) جواب، ومجازه: لا يحزنك ما يقولون، فإن مع العسر يسرًا في الدُّنيا عاجلًا، ثم أنجزه ما وعده، وفتح (٦) عليه القرى العربية (٧)، ووسّع ذات يده حتَّى كان يهب المائين (٨) من الإبل، ثم ابتدأ فضلاً آخر من أمر الآخرة، فقال تأسيةً له: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦)﴾ والدليل على ابتدائه تعريه من الفاء والواو وحروف (٩) النسق، فهذا

(١) في (ب)، (ج): ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢)﴾.
(٢) في (ج): لتسلية.
(٣) ساقطة من: (ج).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٥) ساقطة من: (ج).
(٦) في (ب)، (ج): ففتح.
(٧) في (ج): القريبة.
(٨) في (ب): المائتين.
(٩) في (ج): حرف.


الصفحة التالية
Icon