وعد عام لجميع المؤمنين، ومجازه إن مع العسر في الدُّنيا للمؤمنين يسرًا في الآخرة لا محالة (١)، فقوله: لن يغلب عسر يسرين أي: لن يغلب عسر الدُّنيا اليسر الذي وعده الله المؤمنين في الدُّنيا، واليسر الذي وعدهم في الآخرة، إنَّما يغلب أحدهما، وهو يسر الدُّنيا، فأمَّا يسر الآخرة فدائم غير زائل؛ أي لا يجمعهما في الغلبة، كقوله - ﷺ -: "شهراً عيدٍ لا ينقصان" (٢) أي لا يجتمعان في النقصان (٣) (٤).
وقال أبو بكر الورَّاق: مع (٥) اجتهاد الدُّنيا جزاء الجنَّة (٦) (٧).

(١) في المصادر المذكورة في تخريج هذا الكلام زيادة هنا: فربما اجتمع له اليسران يسر الدُّنيا، وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة، وهو ما ذكره في الآية الثَّانية.
(٢) جزء من حديث متَّفقٌ عليه رواه البُخاريّ في كتاب: الصوم، باب: شهراً عيدٍ لا ينقصان (١٩١٢).
ومسلم في كتاب: الصوم، باب: بيان معنى قوله - ﷺ -: "شهراً عيدٍ لا ينقصان" (١٠٨٩)، من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - ولفظه "شهراً عيدٍ لا ينقصان: رمضانُ وذو الحجة".
(٣) انظر أقوال أهل العلم في معنى هذا الحديث في "فتح الباري" لابن حجر ٤/ ١٢٥ - ١٢٦.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٦٥، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٥١٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٦٥، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ٤٤٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٠٨. ويؤيّد هذا القول ما ذكره ابن هشام رحمه الله في كتابه "مغني اللبيب" ٢/ ٦٥٦.
(٥) في (ب)، (ج): إن.
(٦) في (ج): خير الآخرة.
(٧) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي ٣٧٠/ أ.


الصفحة التالية
Icon