﴿فَانْصَبْ﴾ من النصب وهو التعب، والدؤوب في العمل (١).
وقيل: أمره بالقعود للتشّهد إذا فرغ من الصَّلاة، والانتصاب للدعاء (٢).
حبان (٣) عن الكلبي: إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب؛ أي استغفر لذنبك وللمؤمنين (٤).
جنيد: فإذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق (٥).

= قيس بن الرَّبيع: صدوق، ورواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص ٢١٣) حدّثنا عبد الله، حدّثنا ابن نمير، حدّثنا حفص بن غياث عن الأعمش: أن شريحًا مر بقوم يلعبون، فقال: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
قال ابن العربي في "أحكام القرآن" ٤/ ١٩٥٠ بعد ذكره لقول شريح: وفيه نظر، فإن الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد، يوم العيد، والنبي - ﷺ - ينظر- رواه مسلم في كتاب: صلاة العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيَّام العيد (٨٩٢)، ودخل أبو بكر بيت رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - على عائشة وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان، فقال أبو بكر: أمزمارة الشَّيطان في بيت رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - فقال: "دعهما يا أبا بكر فإنَّه يوم عيد" رواه مسلم كذلك في المرجع السابق، ولا يلزم الدؤوب على العمل، بل هو مكروه للخلق.
(١) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٨٠٧)، "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٧٥٨.
(٢) بنحوه في "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٢٩٩ منسوبًا إلى ابن مسعود.
(٣) في (ب)، (ج): حيان بالمثناة وهو حبان بن علي العنزي، تقدَّم.
(٤) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٦/ ٢٩٨ بلفظ: "فإذا فرغت من صلاتك فانصب في دعائك" قاله الكلبي، وانظر التأويل الخامس الذي ذكره الماوردي.
(٥) انظر: "حقائق التفسير" للسلمي ٣٧٠/ أمنسوبًا للقاسم، ولعلّه أبا القاسم كنية الجنيد.


الصفحة التالية
Icon