وكذا وسورة البقرة، فقال: "اخرجوا وهذا عليكم أمير". فقالوا: يا رسول الله، هو أحدثنا سنًّا، قال: "معه سورة البقرة" (١).

(١) [٢٣٥] الحكم على الإسناد:
إسناد المصنف فيه عمر بن طلحة وهو صدوق، إلا أنَّ ابن عدي قال فيه: وبعض أحاديثه عن سعيد المقبري مما لا يتابعه عليه أحد -ولم يتابعه أحد- والإسناد ساقط منه عطاء مولى أبي أحمد.
إلا أنَّ الحديث حسن بطرقه وشواهده السابقة، ولذا حسَّنه الترمذي، وصححه غيره والله أعلم.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" ٥/ ٤٦ من طريق أبي مصعب به نحوه.
وأخرجه الترمذي كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي (٢٨٧٦)، وابن ماجه في المقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (٢١٧) مختصرًا، والفريابي في "فضائل القرآن" (٧٢)، وابن خزيمة في "صحيحه" ٣/ ٥ (١٥٠٩)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٥/ ٤٤٩ (٢١٢٦)، ٦/ ٣١٦ (٢٥٧٨)، كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه، وفيه زيادة: فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها. فقال رسول الله - ﷺ -: "تعلموا القرآن فاقرؤوه وأَقرئوه، فإنَّ مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جِرابِ محشوٍّ مسكًا يفوح بريحه كلُّ مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثَل جرابٍ وُكِئَ على مسك".
قال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه الترمذي (٢٨٧٦) عقب الطريق السابق، من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، عن النبي - ﷺ - مرسلًا.
وللحديث شاهد عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: استعملني رسول الله - ﷺ - وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف، وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ٩/ ٣٣ (٨٣٣٦). =


الصفحة التالية
Icon