فصل في التقوى (١):


اعلم أنَّ التقوى أصلها (وَقْوى) من وقيت، فجعل (٢) الواو تاءً، كالتكلان أصلها (وَكْلان) من وكلت، والتخمة: أصلها (وخمة) من وخم الطعام: إذا لم يُستَمرأ (٣).
واختلف العلماء في معنى التقوى، وحقيقة المتقي:
فقال النبي - ﷺ -: "جماع التقوى في قول الله -عز وجل-: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ (٤) " الآية (٥).
(١) مطموسة في (س).
(٢) في (ش)، (ج)، (ت): فجُعلت.
(٣) "البسيط" للواحدي ١/ ٤١٧، "إملاء ما من به الرحمن" للعكبري ١/ ١١، "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٣٧٩ (وقي)، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٤/ ٣٣٤.
(٤) أول الآية ٩٠ من سورة النحل.
(٥) وقفت عليه موقوفًا عن ابن مسعود، حيث أخرج الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٥٦ كتاب التفسير، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٧٩ من طريق منصور بن المعتمر، عن الشعبي قال: جاء شتير بن شكل، ومسروق بن الأجدع، فقال شتير: إما أن تحدث ما سمعت من عبد الله -أي ابن مسعود- فأصدقك، هاما أن أتحدث فتصدقني، فقال مسروق: لا بل حدث فأصدقك، قال؟ سمعت عبد الله يقول: إنَّ أجمع آية في القرآن لخير أو شر، آية في النحل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)﴾، قال مسروق: صدقت.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٦٠، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٠/ ١٠٠، والألوسي في "روح المعاني" ١٤/ ٢١٩.


الصفحة التالية
Icon