﴿إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ البيان في كتبهم أنه نبي مرسل (١).
قالت العلماء: من أول السورة إلى قوله ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣)﴾ حكمها فيمن آمن من أهل الكتاب والمشركين، من وقوله ﴿وَمَا تَفَرَّقَ﴾ (٢) فيمن لم يؤمن من أهل الكتاب بعد قيام الحجج (٣).
وقال بعض أئمة (٤) أهل اللغة: قوله: ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ أي هالكين، من قولهم: انفك صلا (٥) المرأة عند الولادة، وهو أن ينفصل ولا يلتئم فتهلك، ومعنى الآية: لم يكونوا هالكين معذبين إلاَّ بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب (٦) (٧).

(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٦٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٩٦.
(٢) في (ب): ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾ حكمة فيمن لم يؤمن من أهل الكتاب والمشركين، وفي (ج): سقط ما تقدم من الكلام كله.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٩٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٤٣ وضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ١٦/ ٤٨٩ وقال: إن أهل الكتاب تفرقوا واختلفوا قبل إرسال محمد إليهم، كما أخبر الله بذلك في غير موضع.
(٤) ساقطة من (ج).
(٥) الصلا: ما عن يمين الذنب وشماله وهي صلوان.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٤/ ٤٦٩.
(٦) في (ب)، (ج): بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
(٧) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٩٦، ورجَّح خلافه، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٩٥، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ١٦/ ٤٨٦، "تهذيب اللغة" للأزهري ٩/ ٤٥٨ (فك).
وقد بسط شيخ الإسلام رحمه الله هذِه الأقوال وناقشها، ورجح ما ذكره ابن عطية =


الصفحة التالية
Icon