وقرأ الأعمش (والمشركون) رفعًا، وفي مصحف عبد الله (لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكين)، وفي حرف أُبيًّ (ما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركون منفكين حتى تأتيهم البينة رسولاً من الله) بالنصب على القطع والحال (١).
٥ - ﴿وَمَا أُمِرُوا﴾ يعني (٢): هؤلاء الكفار، ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ﴾
يعني إلا أن يعبدوا الله، ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ التوحيد والطاعة، ﴿حُنَفَاءَ﴾ مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام (٣)، وقال ابن عباس: حجَّاجًا (٤)، وقال قتادة: الحنيفية الختان،

= رحمه الله في "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٧ بقوله: ويتجه في معنى الآية قول ثالث بارع المعنى، وذلك أن يكون المراد لم يكن هؤلاء القوم ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ من أمر الله تعالى وقدرته، ونظره لهم حتى يبعث إليهم رسهولًا منذرًا؛ تقوم عليهم به الحجة، وتتم على من آمن النعمة، فكأنه قال: ما كانوا ليتركوا سدى، ولهذا المعنى نظائر في كتاب الله تعالى.
وانظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ١٦/ ٤٨٢ وما بعدها. فإنه لم يتعرض لهذِه المسألة أحد كما تعرض لها شيخ الإسلام فيما أعلم.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٨١، "مختصر في شهواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٧٦)، "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٢٦٨)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٤٢، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٠٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٩٤ وما بعده.
وقال ابن العربي في "أحكام القرآن" ٤/ ١٩٦٩ معلقًا على قراءة ابن مسعود: وهذِه القراءة على التفسير، وهي جائزة في معرض البيان لا في معرض التلاوة.
(٢) ساقطة من (ج).
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٩٦.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٣ من طريق العوفي وإسناده ضعيف. =


الصفحة التالية
Icon