تفسير، يقول: التين: جبال ما بين حلوان (١) إلى همذان (٢)، والزيتون: جبال الشام (٣) (٤).

(١) حلوان: مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسر من رأى أكبر منها، وأكثر ثمارها التين، وهي بقرب الجبل.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٢٩١.
(٢) همذان: بالتحريك والذال المعجمة، وآخره نون، وهي أكبر مدينة بالجبال في الإقليم الرابع، فتحها المسلمون سنة أربع وعشرين للهجرة.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٤١٠.
(٣) [٣٥٤٨] الحكم على الإسناد:
في إسناده رجل مجهول، وشيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل.
التخريج:
أخرجه الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٦، ومن طريقه أخرجه المصنف، وانظر تعقب الشوكاني لهذا القول في "فتح القدير" ٥/ ٤٦٤.
(٤) الراجح من الأقوال هو القول الأول، وهو الَّذي عليه أكثر المفسرين. قال ابن جرير الطبري: الصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال: التين هو: التين الَّذي يؤكل، والزيتون هو: الزيتون الَّذي يُعصر منه الزيت؛ لأن ذلك هو المعروف عند العرب، ولا يعرف جبل يسمى تينًا، ولا جبل يقال له: زيتونًا، إلَّا أن يقول قائل: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالتين والزيتون، والمراد من الكلام: القسم بمنابت التين، ومنابت الزيتون، فيكون ذلك مذهبًا، وإن لم يكن على صحة ذلك أنَّه كذلك دلالة في ظاهر التنزيل، ولا من قول من لا يجوِّز خلافه؛ لأن دمشق بها منابت التين، وبيت المقدس منابت الزيتون "جامع البيان" ٣٠/ ٢٤٠، وهو الَّذي يرجحه القرطبي وقال: لأنه الحقيقة، ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل "تفسير القرطبي" ٢٠/ ١١١. وسبب تخصيص التين والزيتون بالقسم؛ قيل: لأن التين فاكهة مخلصة لا عجم فيها شبيهة بفواكه الجنّة، وخص الزيتون؛ لكثرة منافعه، والله أعلم. "معالم التنزيل" ٨/ ٤٧١.


الصفحة التالية
Icon