وعاصم الجحدري بضم اليائين لقوله ليروا (ورواه نصير عن الكسائي) (١) (٢).
قال مقاتل: نزلت هذِه الآية في رجلين، وذلك أنه لما نزل: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ (٣) كان أحدهما يأتيه المسائل، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة (٤) ونحوها، يقول: ما هذا بشيء، إنما نؤجر على ما نُعطي (٥) ونحن نحبه يقول الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ فما أحب أنا هذا. فيرده صفرًا، وكان (٦) الآخر يتهاون بالذنب اليسير: الكذبة والغيبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول: ليس عليّ من (٧) هذا شيء، إنما وعد الله النار على الكبائر، وليس في (٨) هذا إثم، فأنزل الله تعالى يرغبهم في القليل من الخير أن

(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٢) انظر: "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٧٩١، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٤١٤)، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٧٧)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥١٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ١٥١، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٩٨.
(٣) سورة الإنسان، آية: (٨).
(٤) الجوزة: ضرب من العنب ليس بكبير ولكنه يصفر جدًا إذا أينع.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٣٠.
(٥) في (ب): نعطيه.
(٦) في (ج): وقال.
(٧) في (ج): في.
(٨) من (ب)، (ج).


الصفحة التالية
Icon