يعطوه، فإنه يوشك أن يكثر (١)، ويحذرهم من اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر (٢)، فالإثم الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال، ولجميع محاسنه أقلَّ في عينه (٣) من كل شيء، فقال: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾ (٤).
سئل ثعلب عن الذرة فقال: إن مائة نملة وزن حبَّة، والذرة واحدة منها (٥).
وقال يزيد بن هارون: زعموا أن الذرة ليس لها وزن، ومعنى المثقال الوزن وهو مفعال من الثقل (٦).
وقال ابن مسعود: أحكم آية في القرآن: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾ (٧) وكان رسول الله

(١) في (ج): يكبر: وما بعدها ساقط إلى كلمة يكثر.
(٢) في (ب): يكبر.
(٣) في (ج): في عينه أقل.
(٤) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص ٤٨٨)، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٥٤٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٠٣.
وقد أسنده ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فقال: حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى ابن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير فذكره كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٤٣٣، وفيه ابن لهيعة صدوق اختلط، وعطاء بن دينار صدوق إلاَّ أن روايته عن سعيد بن جبير من صحيفته.
(٥) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٣٠٤.
(٦) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٧١، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢١٦، "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٢٥٠.
(٧) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٨٨ عن معمر بلاغًا، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٥٠٣.


الصفحة التالية
Icon