-صلى الله عليه وسلم- يسميها "الجامعة الفاذة" (١) (٢) وتصدق سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بتمرتين فقبض المسائل يده، فقال سعد: ويحك يقبل الله منَّا مثقال الذرة والخردلة، وكأين في هذِه من مثاقيل (٣). وتصدق عمر بن الخطَّاب وعائشة بحبة من عنب وقالا فيها: مثاقيل ذرة كثير (٤) (٥).

(١) في الأصل: العادلة، وأثبتُّ ما في (ب)، (ج) لموافقتها ما في الصحيحين.
(٢) قال ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سئل عن زكاة الحمر من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- رواه البخاري في كتاب التفسير، تفسير سورة الزلزلة باب ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾ (٤٩٦٣). ومسلم في كتاب الزكاة باب إثم مانع الزكاة (٩٨٧).
(٣) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٦٤٩ إلى ابن سعد ولم أجده في "الطبقات".
(٤) في (ب): كثيرة.
(٥) أثر عمر أخرجه عبد بن حميد كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٦٤٩ عن جعفر بن برقان قال: بلغنا أن عمر بن الخطَّاب أتاه مسكين وفي يده عنقود من عنب.. وهو منقطع، جعفر بن برقان لم يدرك عمر -رضي الله عنه-.
وأثر عائشة أخرجه مالك في "الموطأ" ٢/ ٩٩٧، قال: بلغني أن مسكينًا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب، فقالت لإنسان: خذ حبة فأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت عائشة: أتعجب! كم ترى في الحبة من مثال ذرة؟ وهو أثر منقطع مالك لم يدرك عائشة -رضي الله عنها-.
ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٨/ ٤٩٠ قال: أخبرنا يزيد بن هارون، حدثنا فضيل بن مرزوق عن ظبية بنت المعلل عن عائشة بنحوه، وفيه فضيل بن مرزوق الرقاشي، صدوق، يهم، ورمي بالتشيع، وظبية بنت المعلل مجهولة لم يذكرها سوى ابن سعد في الموضع المتقدم. وأخرجه أحمد في كتاب "الزهد" (ص ٢١٢)، حدَّثنا عبد الله، حدَّثني أبو بكر، حدَّثنا الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي العالية، قال: كنت عند عائشة فذكره، وفيه الأحوص بن جوَّاب الضبي صدوق ربما وهم.


الصفحة التالية
Icon