وقال عبد الله بن عمر: هو الماء البارد في الصيف (١)، ودليل هذا التأويل الخبر المأثور: إن أول ما يسأل الله العبد يوم القيامة أن يقول له: ألم أصح جسمك وأروك من الماء البارد (٢).
وقال أنس بن مالك: ضاف رسول الله - ﷺ - إلى المقداد بن الأسود فقدم إليه طعامًا فأكله، ثم سقاه ماء باردًا فاستطابه، وقال: "ما أبردها (٣) على الكبد"، ثم قال: "إذا شرب أحدكم الماء فليشرب أبرد ما يقدر عليه"، قيل (٤): ولم؟ قال: "لأنه أطفئ للمَرّة وأنفع للغلة، وأبعث على الشكر" (٥).
[٣٦١٦] وسمعت أَبا القاسم الحبيبي (٦) يقول: سمعت أَبا

= عبد الله، ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ١٤٣ (٤٦٠٠) وفي إسناده عبد الله بن يحيى الطلحي، ومحمَّد بن موسى الأيلي لم أجد لهما ترجمة.
(١) لم أجده عند غير المصنف.
(٢) رواه أَحْمد في كتاب "الزهد" (ص ١). ورواه التِّرْمِذِيّ في كتاب تفسير القرآن باب: ومن سورة التكاثر (٣٣٥٨) وقال: حديث غريب، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ١٥٣، وقال: حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٦/ ٣٦٤، والطبراني في "المعجم الأوسط" ١/ ٢٦ (٦٢)، وفي "مسند الشاميين" ١/ ٤٤٢ (٧٧٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ١٤٧، (٤٦٠٧). كلهم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (٥٣٩).
(٣) في (ب)، (ج): يَا بردها.
(٤) في (ب): قيل له.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) قيل: كذبه الحاكم.


الصفحة التالية
Icon