وسيمًا في يده حربته (١)، وكان أبرهة رجلًا قصيرًا حادرًا (٢) لحيمًا، وكان ذا دين في النصرانية، وخلف أبرهة وزيرًا له يقال له عتودة، فلما دنوا رفع أرياط الحربة فضرب بها رأس أبرهة، فوقعت على جبينه فشرمت عينه وجبينه (٣) وأنفه وشفته، فبذلك سمي الأشرم، وحمل عتودة على أرياط فقتله، فاجتمعت الحبشة لأبرهة، وقال عتودة في قتل أرياط:
أنا عتودة من خلفه أردّه
لا أب ولا أم تحده (٤)
وقال أبرهة: ما كان لك قتله يا عتودة ولا ديته (٥)، قال: فبلغ (٦) النجاشي ما صنع أبرهة فغضب (٧)، وحلف لا يدع أبرهة حتى يجُزَّ ناصيته ويطأ بلاده، وكتب إلى أبرهة إنك عدوت على أميري، فقتلته بغير أمري، وكان أبرهة رجلًا ماردًا، فلما بلغه ما كان من قول النجاشي حلق رأسه، وملأ جرابًا من تراب أرضه، وكتب إلى النجاشي: أيها الملك إنما كان أرياط عبدك وأنا عبدك اختلفنا (٨)

(١) في (ب)، (ج): حربة.
(٢) الحادر من الرجال المجتمع الخَلَق. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ١٧٢.
(٣) في (ج): وحاجبه.
(٤) في (ج): لجده.
(٥) هكذا كتبت وعند ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٢٩: وودى أبرهة أرياط.
(٦) في (ج): فلما.
(٧) في (ج): غضب غضبًا شديدًا.
(٨) في (ب)، (ج): فاختلفنا.


الصفحة التالية
Icon