فسمعت بذلك (١) العرب فأعظموه، وفظعوا منها (٢)، ورأوا جهاده حقًا عليهم (٣) فخرج ملك من ملوك حمير يقال له: ذو نفر بمن أطاعه من قومه، فقاتله فهزمه وأُخِذ ذو نفر فأُتي به (٤)، فقال: أيها الملك لا تقتلني فإن استبقائي خير لك (٥) من قتلي، فاستحياه وأوثقه (٦)، وكان أبرهة رجلًا حليمًا، ثم خرج سائرًا حتى دنا من بلاد خثعم، خرج نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلة خثعم شهران وباهش (٧)، ومن اجتمع إليه من قبائل اليمن، فقاتلوه فهزمهم وأخذ النفيل، فقال نفيل (٨): أيها الملك إني دليل بأرض العرب (فلا تقتلني) (٩) وهاتان يداي (١٠) على قومي بالسمع والطاعة. فاستبقاه، وخرج معه يدلُّه

(١) في (ب): فبلغ ذلك.
(٢) في (ب): لها، وفي (ج): به.
(٣) في (ج): حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام، فخرج إليه رجل كان من أشراف أهل اليمن ومن ملوك حمير، يقال له: ذو نفر بمن أطاعه من قومه ومن أجابه من سائر العرب.
(٤) في (ج): أسيرًا.
(٥) في (ج): عسى أن يكون خيرًا لك.
(٦) في (ج): فتركه من القتل فحبسه عنده في وثاق.
(٧) هكذا في جميع النسخ، وفي "جمهرة النسب": ناهس.
وشهران وباهش، من ولد عفرس بن حُلْف بن خثعم، إليهما العدد والشرف من خَثْعَم. انظر: "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص ٩٠).
(٨) في (ج): أسيرًا فلما هم بقتله قال له نفيل.
(٩) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(١٠) في (ج): يداي لك.


الصفحة التالية
Icon