ثم ترك عبد المطلب الحلقة وتوجه في بعض تلك الوجوه مع قومه (١)، وأصبح أبرهة بالمغمس وقد تهيأ للدخول، وعبأ جيشه، وهيأ فيله، وكان اسم الفيل محمودًا، وكان فيل النجاشي بعثه إلى أبرهة، وكان فيلًا لم يُرَ مثله في الأرض عظمًا وجسمًا وقوة، ويقال: كان معه اثنا عشر فيلًا (٢) فأقبل نفيل إلى الفيل الأعظم (٣) ثم أخذ بإذنه فقال له: ابرك محمودًا، وارجع راشدًا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام (٤). فبرك الفيل (٥)، فبعثوه (٦) فأبى، فضربوه بالمعول في رأسه (٧) فأبى، فأدخلوا محَاجِنَهم تحت مراقه (٨) ومرافقه، فنزعوه ليقوم فأبى، فوجهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، فصرفوه إلى الحرم فبرك وأبى أن يقوم، وخرج

(١) في (ج): مع قومه من قريش إلى شعف الجبال، فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها فلما أصبح أبرهة بالمغمس.
(٢) في (ج): وكان أبرهة مجمعًا لهدم البيت، ثم الانصراف إلى اليمين فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب.
(٣) في (ج): وقام بجنبه.
(٤) في (ج): ثم أرسل أذنه فبرك.
(٥) في (ج): وخرج نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل.
(٦) في (ج): فابتعثوه فأبى فضربوه ليقوم فأبى.
(٧) في (ج): فضربوا في رأسه بالطبرزين.
(٨) مراقه: أي ما سفل من البطن عن الصفاق أسفل من السرة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon