معًا (١).
وقال عمرو بن ميمون الأودي: صليت المغرب خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقرأ في الأولى ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١)﴾ (٢) وفي الثانية ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾ (٣) و ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)﴾ (٤).
واختلفوا في العلة الجالبة لهذِه اللام: فقال الفراء: هي متصلة بالسورة الأولى، وذلك أنه ذكَّر أهل مكة عظم نعمه عليهم فيما صنع بالحبشة، ثم قال ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)﴾ يعني فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منَّا على قريش إلى نعمتنا عليهم في رحلتهم الشتاء والصيف، فكأنه قال: نعمة إلى نعمة (٥). فتكون اللام بمعنى إلى، وقال الكسائي والأخفش: هي لام التعجب، يقول: أعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عباد رب هذا البيت (٦)، ثم أمرهم بعبادته، وهذا كما تقول في الكلام

(١) انظره في "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٤١٣)، "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه (ص ١٩٦)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٢٠٠.
(٢) التين: ١.
(٣) الفيل: ١.
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ١/ ٣١٤ (٣٥٩٣) قال: حدثنا أبو الأحوص، ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" ٢/ ١٠٩ (٢٦٩٧) حدثنا سفيان الثوري. كلاهما عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون به وإسناده صحيح.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٩٣.
(٦) في (ج) زيادة: الذي أطعمهم من جوع.


الصفحة التالية
Icon