شئت على الظرف بمعنى على رحله، وإن شئت جعلتها في محل الرفع على معنى هما رحلة (١) الشتاء والصيف (٢)، والأول أعجب وأحب إلى لأنها مكتوبة في المصاحف بغير ياء (٣).
وأما التفسير: فروى عكرمة وسعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف فأمرهم الله أن يقيموا بالحرم ويعبدوا رب هذا البيت (٤).
وقال أبو صالح: كانت الشام منها أرض (٥) باردة، ومنها أرض حارة، فكانوا يرحلون في الشتاء إلى الحارة، وفي الصيف إلى الباردة (٦). وقال آخرون: كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة إحداهما في الشتاء إلى اليمن لأنها أدفئ، والأخرى في الصيف إلى

(١) في (ب)، (ج): رحلتا.
(٢) انظر: "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه (ص ١٩٧)، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٩٤، "إملاء ما منَّ به الرحمن" للعكبري (ص ٢٩٥)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٢٠٦، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٤٩٨.
(٣) قال الزمخشري في "الكشاف" ٤/ ٧٩٧: أراد رحلتي الشتاء والصيف، فأفرد لأمن اللبس.
(٤) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ٦/ ٥٢٢ من طريق سعيد بن جبير بنحوه، ورواه ابن أبي عاصم في "كتاب السنة" ٢/ ٦٤٢، ورواه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٨، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥ وهذا هو القول الأول في معنى الرحلتين.
(٥) ساقطة من (ج).
(٦) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٢٥، وهو القول الثاني في معنى الرحلتين.


الصفحة التالية
Icon