أبا رُهْم كلثوم بن حصين بن خلف (١) الغفاري (٢)، وخرج عامدًا إلى مكة لعشر مضين من رمضان، سنة ثمان (٣) فصام رسول الله - ﷺ - وصام الناس معه؛ حتَّى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأَمَج (٤) أفطر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم مضى حتَّى نزل مَرَّ الظهران في عشرة آلاف من المسلمين (٥)، ولم يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد (٦). وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله

(١) في (ج): بن عبيد بن خلف.
(٢) أسلم بعد قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، مشهور باسمه وكنيته، وكان ممن بايع تحت الشجرة. "الإصابة" ٣/ ٣٠٤، و"تهذيب الكمال" ٢٤/ ٢٠٣.
(٣) اتفقوا على أن وقت خروجه - ﷺ - في رمضان واختلفوا في اليوم، فقيل: يوم العاشر، كما ذكره المصنف، وقيل لاثنتي عشرة، وقيل: لست عشرة، وقيل: لسبع عشرة، وقيل: لتسع عشرة. انظر هذِه الأقوال في "صحيح مسلم" في كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان (١١١٦).
(٤) أَمَج: -بفتح أوله وثانيه وبالجيم- قرية جامعة بها سوق، وهي كثيرة المزارع والنخل، وهي على سابة: واد عظيم، وأهل أمج: خزاعة. "معجم ما استعجم" ١/ ١٩٠.
(٥) رواه البخاري في كتاب المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان (٤٢٧٦) من حديث ابن عباس.
(٦) في (ج) زيادة: وأوعب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنهم أحد، وقد عميت الأخبار عن قريش... وهو كذلك في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٨٥١، وسيأتي هذا الموضع في النسخة الأصل و (ب) بعد قليل وهو ساقط من (ج) هناك حيث تقدم هنا، إلَّا أن فيها زيادة: وقد كان العباس بن عبد المطلب لقي رسول الله - ﷺ - بالجحفة مهاجرًا، وقد كان قبل مقيمًا بمكة على سقايته ورسول الله عنه راض. وهو كذلك في "سيرة ابن هشام" في الموضع المتقدم.


الصفحة التالية
Icon