ابن أبي (١) أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - ﷺ - بنيق العقاب، فيما بين مكة والمدينة (٢)، فالتمسا الدخول على رسول الله - ﷺ - فلم يأذن لهما، وكلمته أم سلمة فيهما (٣)، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: "لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري فهو الَّذي قال لي بمكة ما قال" (٤). فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بُني له. فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد بُني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتَّى نموت عطشًا وجوعًا. فلما بلغ ذلك رسول الله - ﷺ - رقَّ لهما فأذن لهما، فدخلا عليه فأسلما. فلما نزل رسول الله - ﷺ - مرَّ الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش، فلا يأتيهم عن رسول الله - ﷺ - خبر ولا يدرون ما هو فاعل، فخرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار هل يجدون خبرًا أو يسمعونه (٥)، وقد قال العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ليلتئذ: يا صباح قريش، والله لئن بغتها رسول الله - ﷺ - في بلادها فدخل مكة عنوة (قبل أن يأتوه

(١) من (ج).
(٢) انظر: "معجم ما استعجم" ٤/ ١٣٤١.
(٣) ساقطة من (ج).
(٤) قال السهيلي في "الروض الأنف" ٤/ ٩٨: يعني حين قال له: والله لا آمنت بك حتَّى تتخذ سلمًا إلى السماء فتعرج فيه، وأنا انظر ثم تأتي بصكٍّ وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله قد أرسلك.
(٥) من قوله: وقد عميت الأخيار... إلى قوله: أو يسمعونه قد تقدم موضعه في (ج) كما تقدم التنبيه عليه.


الصفحة التالية
Icon