اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة (١). فسمعها رجل (٢) من المهاجرين فقال: يا رسول الله، اسمع ما قال سعد بن عبادة، وما نأمن أن يكون له في قريش صولة. فقال رسول الله - ﷺ - العلي بن أبي طالب) (٣): "أدركه فخذ الراية فكن أنت الَّذي تدخل بها".
فلم يكن بأعلى مكة من قبل الزبير قتال، وأما خالد بن الوليد فقدم على قريش وبني بكر والأحابيش بأسفل مكة فقاتلهم، فهزمهم الله، ولم يكن بمكة قتال غير ذلك، وقتل من المشركين أناس قريب من اثني (٤) عشر أو ثلاثة عشر، ولم يقتل من المسلمين إلَّا رجل من جهينة يقال له: سلمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد، ورجلان يقال لهما: كرز بن جابر وخنيس (٥) بن خالد، وهو الأشعر كانا في خيل خالد بن الوليد، فشذا عنه وسلكا طريقًا غير طريقه فقتلا جميعًا (٦).
وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي (٧) نجيح، وعبد الله بن أبي

(١) انظر: "صحيح البخاري" باب أين ركز النبي - ﷺ - الراية يوم الفتح (٤٢٨٠) من حديث عروة مرسلًا.
(٢) قال ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٨٥٧: هو عمر بن الخطاب.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٤) في (ج): اثنا.
(٥) في "صحيح البخاري" كتاب المغازي باب أين ركز النبي - ﷺ - الراية يوم الفتح (٤٢٨٠)، "المؤتلف والمختلف" للدارقطني ٢/ ٦٨٥: حبيش.
(٦) رواه البخاري -الموضع السابق- (٤٢٨٠)، مرسلًا.
(٧) ساقط من الأصل.


الصفحة التالية
Icon