إنك لو شهدت يوم الخندمة
إذ فر صفوان وفر عكرمه
وأبو يزيد (١) قائم كالمأتمه
واستقبلتهم بالسيوف المسلمه
يقطعن كل ساعد وجُمجُمه
ضربًا فلا تسمع إلَّا غمغمه (٢)
لهم نهيتُ (٣) خلفنا وهمهمه
لم (٤) تنطقي في اللوم أدنى كلمه (٥)
قالوا وكان رسول الله - ﷺ - قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة، ألَّا يقتلوا أحدًا إلَّا من قاتلهم إلَّا أنَّه عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن حبيب بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، فإنما أمر رسول الله - ﷺ - بقتله أنَّه كان قد أسلم فارتد (٦) مشركًا، ففرَّ إلى عثمان (بن عفان) (٧) - رضي الله عنه -، وكان

(١) في (ب)، (ج): أبو بديل وهو خطأ، والمقصود به سهيل بن عمرو، كنيته أبو يزيد.
(٢) الغمْغَمة: الكلام الَّذي لا يُبين. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ٤٤٤.
(٣) النهيت: الصياح، وقيل هو الصوت من الصدر عند المشقة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ١٠١.
(٤) في (ب)، (ج): لا.
(٥) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٨٥٩.
(٦) في (ج): ثم ارتد.
(٧) من (ب)، (ج).


الصفحة التالية
Icon