أخاه من الرضاع، فغيبه حتَّى أتى رسول الله - ﷺ - بعد أن اطمأن أهل مكة، فاستأمن له، فصمت رسول الله - ﷺ - طويلًا ثم قال: "نعم" فلما انصرف به عثمان، قال رسول الله - ﷺ - لمن حوله من أصحابه "أما والله لقد صمتُّ ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه"، فقال رجل من الأنصار: فهلَّا أومأت إليَّ يا رسول الله. قال: "النبي لا يقتل بالإشارة" (١).
وعبد الله بن خطل رجل من تميم بن غالب، وإنما أمر بقتله أنَّه كان مسلمًا فبعثه رسول الله - ﷺ - (مصدقًا وبعث معه رجلًا من الأنصار) (٢)، وكان معه مولى له يخدمه، وكان مسلمًا فنزل منزلًا فأمر المولى أن يذبح له تيسًا، ويصنع له طعامًا، ونام واستيقظ ولم يصنع له شيئًا، فعدا عليه فقتله ثم ارتدَّ مشركًا (٣)، وكانت له قينتان: فرتنا، وأخرى معها، وكانت تغنيان بهجاء رسول الله - ﷺ - فأمر بقتلهما معه (٤).

(١) رواه النسائي بنحوه في كتاب تحريم الدم، باب: الحكم في المرتد ٧/ ١٠٥ - ١٠٦، وأبو داود في كتاب الحدود، باب: الحكم فيمن ارتد (٤٣٥٩) كلاهما من حديث سعد بن أبي وقاص، ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٣٣٠، ورواه أبو يعلى في "مسنده" ٢/ ١٠٠ (٧٥٧)، وقال محققه: رجاله رجال الصحيح. والحديث صحَّحه الألباني بمجموع طرقه في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٤/ ٣٠٠، وانظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٨٥٩.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) رواه ابن إسحاق معلقًا كما "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٨٦٠، "فتح الباري" لابن حجر ٤/ ٦١.
(٤) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من قول أبي سلمة الخزاعي "بغية =


الصفحة التالية
Icon