وقدّره (١) تقديرًا بمعنى واحد (٢)، قالوا: وهي الليلة التي قال الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)﴾ (٣)، وإنما سُميت ليلة القدر مباركة؛ لأن الله تعالى يُنَزَّل فيها الخير، والبركة، والمغفرة (٤)، وروى أبو الضحى عن ابن عباس أن الله عز وجل يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلَمها إلى أربابها في ليلة القدر (٥).
وقيل للحسين بن الفضل: أليس قد قدّر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: نعم قيل: فما معنى ليلة القدر؟ قال: سوق المقادير إلى المواقيت، وتنفيذ القضاء المقدر (٦).
[٣٥٦١] أخبرني عقيل بن محمد (٧) أن أبا الفرج (٨) أخبرهم، عن محمد بن جرير (٩)، حدثنا ابن حميد (١٠)، حدثنا مهران (١١)، عن

(١) أي بالتشديد.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٨٥.
(٣) سورة الدخان، آية: (٣ - ٤).
(٤) في (ب)، (ج): المغفرة والبركة.
(٥) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٠٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٨٥، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ٤٥٠.
(٧) ابن أحمد الجرجاني، لم أجده.
(٨) في (ب)، (ج) زيادة: البغدادي القاضي، وهو المعافى بن زكريا، حافظ ثقة.
(٩) الطبري، حافظ، ثقة.
(١٠) في (ج): أحمد بن حميد وهو خطأ، والصواب محمد بن حميد بن حيان الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه.
(١١) ابن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي، صدوق له أوهام، سيئ الحفظ.


الصفحة التالية
Icon