تعالى: ﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ﴾ (١) (٢) أي: قتلتم.
وأنزل بعض أهل اللغة العلم منزلتين: علمًا بالشيء قبل وجوده، وعلمًا به بعد وجوده، والحكم للعلم الموجود؛ لأنه يوجب الثواب والعقاب، فمعنى قوله ﴿لِنَعْلَمَ﴾ أي: لنعلم العلم الذي يستحق به (٣) العامل الثواب أو العقاب (٤) وهذا على معنى التقرير، كرجل قال لصاحبه: النار تحرق الحطب. فقال الآخر: لا ترد عليه هات الحطب والنار لتعلم أنها تحرقه، أي: ليتقرر علم ذلك عندك. فقوله ﴿لِنَعْلَمَ﴾ تقديره: لنُقَرِّر علمَنا عندكم (٥).
وقيل (٦): معناه ﴿لِنَعْلَمَ﴾ محمَّد - ﷺ -، فأضاف علمه - ﷺ - إلى نفسه تخصيصًا وتفضيلًا كقوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ﴾ (٧) وقوله: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا﴾ (٨) ونحوهما.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٢٣. وراجع تفسير الآية (٩١).
(٣) ساقطة من النسخ الأخرى، والمثبت من (س).
(٤) في (ج): والعقاب. وفي (ت): أو العقاب عليه.
(٥) "الوسيط" للواحدي ١/ ٢٢٦، "تفسير القرآن" للسمعاني ٢/ ٨٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٦٠، "مفاتيح الغيب" للرازي ٤/ ١٠٤.
(٦) من (ج). وفي باقي النسخ: وقيل قوله ليعلم.
(٧) الأحزاب: ٥٧.
(٨) الزخرف: ٥٥.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢/ ١٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ١٤٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٥٩٧، "مفاتيح الغيب" للرازي ٤/ ١٠٤، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١١٩. ورجحَ الطبري هذا القول.