١٢٢ - قوله تعالى: ﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (١).
١٢٣ - ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾
١٢٤ - قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾:
قرأ أبو الشعثاء جابر بن زيد (٢): (إِبْرَاهِيْمُ) رفعًا (رَبَّهُ) نصبًا على معني دعا وَسَأَلَ، فقيل له: من أين لك هذا؟ قال: أقرأنيه ابن عباس (٣). وهذا غير قوي؛ لأجل الباء في قوله: ﴿بِكَلِمَاتٍ﴾.
وقرأ الباقون بالضد (وجعلوه بمعنى الابتلاء أي: الاختبار والامتحان) (٤) والأمر، وهو الصحيح.

(١) تقدم تفسيرهما عند الآيتين (٤٧ - ٤٨) من نفس السورة.
(٢) أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي، الجَوْفي، بالجيم وقيل: بالخاء، البصري، مشهور بكنيته، ثقة فقيه، كان عالم أهل البصرة في زمانه، يُعدُّ مع الحسن وابن سيرين، وهو من كبار تلامذة ابن عباس. روى عطاء عن ابن عباس قال: لو أنَّ أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم عِلمًا عما في كتاب الله. ورُوي عن ابن عباس أنه قال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد!. توفي سنة (٩٣ هـ).
"سير أعلام النبلاء" للذهبي ٤/ ٤٨١، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٨٧٣)، "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ١٨٩.
(٣) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٩)، "الكشاف" للزمخشري ١/ ١٨٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٨٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٥٤٥.
(٤) في (ج): وجعلوا معنى الابتلاء.. ، وفي (ش): وجعلوا معنى الابتلاء على معنى الاختبار.. ، وفي (ت): وجعلوا الابتلاء الاختبار والامتحان...


الصفحة التالية
Icon