امرئ القيس بن عابس الكنديِّ، استعدى عليه عيدان بن أشوع إلى رسول الله - ﷺ - في أرض كان غلبه عليها، فلم يكن له بيِّنة، فقال امرؤ القيس: لا أعرف ما تقول. فأمره رسول الله - ﷺ - بالحلف، فلمَّا همَّ أن يحلف نزلت هذِه الآية، وامتنع امرؤ القيس أن يحلف، وأقرَّ لعيدان في الأرض بحقه، ودفعه إليه، فقال رسول الله - ﷺ -: "لك عليها الجنَّة" (١).
وقال مجاهد، والشعبيُّ: أقام رجل سِلْعَته أول النهار، فلمَّا كان آخر النهار جاء رجل يساومه فحلف لقد بعتها أول النهار من كذا، ولولا المساء ما باعها، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ﴾

(١) التخريج:
ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٢٧٩ قال: قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت في شأن عبدان بن الأشوع وامرئ القيس بن عابس، فذكره، مختصرًا.
وذكر البغوي في "معالم التنزيل" ٢/ ٥٨، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٢/ ٢٦٦، وابن حجر في "الإصابة" ٢/ ٣٩٢، ١/ ٢٦٢، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: تخاصم امرؤ القيس، وربيعة بن عَيْدان في أرض إلى النبي - ﷺ -. فذكر نحوه، وفيه: أن اسم الذي خاصم امرأ القيس ربيعة بن عَيْدان، وعزاه ابن الأثير لابن منده وأبي نعيم. وعزاه ابن حجر: للطبرانيّ.
ورواه مسلم في كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم؛ بيمين فاجرة بالنار (١٣٧)، عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه قال: كنت عند رسول الله - ﷺ - فأتاه رجلان يختصمان في أرض.. فذكر معناه، وفيه: قال رسول الله - ﷺ -: "من اقتطع أرضًا ظالمًا لقي الله وهو عليه غضبان". وليس فيه: وأقر لعيدان في الأرض بحقه.. إلخ.


الصفحة التالية
Icon