(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦))
٥٣- أن الإكرام-إكرام الناس- وسيله إلى جذبهم.
قال الشاعر ( أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم ) لكن هذا البيت فيه أمور خطيرة لأنه قال تستعبد قلوبهم ونحن نؤمن أن العبودية لله. فالإنسان يستميل القلب بالمعروف نعم لكن لا يستعبد لأن العبودية هذه لله فلا يجوز للإنسان إن يستعبد غيره لا بالإحسان ولا غيره.
إذا الإحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) هذا الرجل أكرمنا جدا أكرمنا لما قدمنا عليه وهذه بضاعتنا ردت إلينا فأرسل معنا أخانا.
٥٤- أن الإنسان إذا رأى أنه محتاج لفعل أمر لكن فيه نسبه مخاطره مع شخص أخر لأن فيه شئ من عدم الثقة. فإن أخذ الموثق من الله... وأن يقول له عاهدني بالله العظيم أن تفعل كذا ولا تفعل كذا...... أن ذلك مما يقلل نسبه المخاطرة لذلك يعقوب قال( لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) الموثق الميثاق مثل أن يحلفوا له بالله العظيم أنهم يردون أخاهم ويرجعونه (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)


الصفحة التالية
Icon