(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِليْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بِيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ ولا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿﴾ وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَان غَفُورًا رَحيمًا ﴿﴾ وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لايُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) ﴿النساء: ١. ٥-١. ٧﴾
كانت هذه الدراسة ساعية بمنهاجها العربي تدبرًا وبيانًا إلى أن تغري طالب العلم ببيان الوحي أن يعتصم بهذا المنهاج العربي في تثوير القرآن، وأن يقيم في قلبه أن القرآن الكريم إنما هو كلمة الله عز وعلا بلسان عربي مبين، وأنه بيان وحي وليس كتاب أدب عربي، فلا يسعه إلا ما وسع علماء المسلمين من هذا المنهج العربي في تثويره وتدبره، وألاَّ يفتن بدعاوى بعض المحدثين بأن نقيم درسنا للقرآن الكريم على منهاج الدرس الأدبي لما جادت به قرائح وإبداعات أدباء العربية قديمًا وحديثًا، فإنَّ من وراء تلك الدعاوى ضلالاً مبينًا، ومن الجهاد في سبيل الله تعالى أن نبين للناس بيان الوحي كتابًا وسنة تبيينا يتلاءم مع جوهر ذلك البيان وحقيقته وغايته التى أوحي به لبلوغها.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيمِ ﴿﴾ الّر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاس مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿﴾ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافْرينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) ﴿إبراهيم: ١-٢﴾
وكلُّ مجاهدة في صرف الناس عن اتخاذ منهاج عربي يقربهم من حمى الفهم عن الله تعالى هو صورة من صور كتمان ما أنزل الله تعالى من البينات والهدى، وتلك التى يفزع منها كل مسلم ناصح نفسه.