وغزة " تبوك" كانت في شهر " رجب" من السنة التاسعة " وتبوك" مكان في شمال الجزيرة، وهذه الغزوة تعرف بغزوة " العسرة"؛ لما أصاب فيها المسلمين من ضيق اليد بالنفقة.
وقد أنفق " عثمان بن عفان " رضي الله عنه في هذه الغزوة نفقة عظيمة: جهز عشرة آلاف، وأنفق عشرة آلاف دينار " أي ما يعادل اثنين وأربعين ألفا وخمس مئة جرام من ذهب، وتسع مئة بعير ومئة فرس وجاء " أبو بكرالصديق" رضي الله عنه بكل ما يملك، وجاء " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه بنصف ما يملك، وتطوع كثير من الصحابة رجالا ونساء بأموالهم، وقد بلغ عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف مقاتل.
ـــــــــــــــــــــــــ
(١) أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري (٢٢٤-٣١.) من آثاره: تفسيره: جامع البيان، وأخبار الرسل والملوك، والقراءات.
(٢) جامع البيان للطبري: ج٦ / ٤١٧ ـ ط: دار الغد العربي ـ القاهرة ـ
وقد خلَّف النبي ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على "المدينة النبوية" عليًّا بن أبي طالب " وقال له: أنت منى بمنزلة هارون من موسى " ﴿البخاري: فضائل أصحاب النبي﴾ هى منزلة استخلاف ولاية موقوتة، وليس منزلة نبوة أومنزلة استخلاف ممدود
وقد كانت هذه الغزوة اختبارًا عظيما لكثير من المسلمين، فقد كانت في زمن الصيف الشديد حرُّه، وهي آخر عزوة غزاها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وقد كان من شأنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن يورِّي حين يريد الغزو إلا في غزوة تبوك فإنه صرح للمسلمين بمقصده حتى يتموا استعدادهم.
يقول " كعب بن مالك " رضي الله عنه، فيما رواه البخاري بسنده: