عن " انس " قال: قرأ " ابو طلحة ": انفروا خفافا وثقالا، فقال: ما أسمع الله عذرَ واحدٍ، فخرج مجاهدًا إلى الشام حتى مات
[] [] [] [] []
سياق الترتيل:
جاءت هذه الآيات في سياق سورة " التوبة" وهي سورة معقودة للحث على البراءة مما لا يُرضي الله عز وجل، وممن يدعو إلى مخالفته واتباع الهوى
وهذه السورة جاءت عقب سورة الأنفال " سورة الجهاد، النازلة في شأن غزوة " بدر الكبرى " ﴿البخاري: التفسير﴾ وكان من السُّنة قراءة هذه السورة قبل التحام المقاتلين، فإن فيها من التحفيز والتثبيت ما فيها.
وسورة " التوبة" قد بعث بها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " أبابكر"رضي الله عنه في الحج، وأمَرَ"عليا بن أبي طالب " رضي الله عنه أن يتلوها علىالناس ﴿الترمزي: ح. ر"٣. ٩.- ٣. ٩٢﴾ فكان هذا إعلامًا بليغًا بالبراءة من الكافرين والمشركين التي ينبغي أن يستمسك بها المسلمون إلى يوم الدين.
وهي سورة قد كثر فيها الحث على مجاهدة المخالفين لله عز وجل، لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وقد كان من نصح أمير المؤمنين:" عمربن الخطاب " رضي الله عنه:" تعلموا سورة التوبة، وعلموا نساءكم سورة النور"
افتتح الله عز وعلا سياق القول في السورة بإعلان البراءة من عهد المشركين، والحثِّ على قتالهم حيث وُجدوا، وبيان أنه لايكون للمشركين عهد عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهم الذين لايرقبون في المسلمين إلاَّ (قرابة) ولا ذمة وعهدًا، فهل لنا نحن المسلمين في زماننا هذا أن نستمع إلى قول ربناجلَّ جلالُه وأن نصدقه وأن نطمئن إليه؟ فلا نفتن ونغتر بدعاوى الضالين المضلين أننا في عصر حوار الحضارات مع الإسلام لاعصر صراعها معه.