وحاصله أن القارىء يختار رواية هذه القراءة على رواية غيرها أو نحو ذلك وقد تجرأ بعضهم على قراءة الجمهور فى: " فنادته الملائكة " ﴿آل عمران: ٣٩﴾ فقال أكره " التأنيث " لما فيه من موافقة دعوى الجاهلية فى زعمها أن الملائكة إناث وكذلك كره بعضهم قراءة من قرأ بغير تاء لأن الملائكة جمع وهذا كله ليس بجيد والقراءتان متواترتان فلا ينبغى أن ترد إحداهما البتة وفى قراءة عبد الله:" فناداه جبريل " [اي في الآية نفسها] ما يؤيد أن الملائكة مراد به الواحد " (١٣)
فالتحقيق كما ترى أن القراءات التى صح نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سواء، فلا يغرنك ما يتصايح به بعض الناس في هذا فهو من التخليط الذي لايؤبه بمثله
والنظر في القراءات القرآنية وتوجيهها واستنباط معانى الهدى منها هو من أصول الدراسة العربية المحكمة لكتاب ربنا عز وعلا، وليس من النصح له في دراساتنا الاقتصار على ما جاء في رواية حفص عن عاصم، فهذا وجه من وجوه الآداء لايليق بنا أن نعرض عن غيره من الوجوه التى صح نقلها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وسوف يأتيك بيان توجيه قراءة " يعقوب" لقوله تعالى (وكلمةُ الله هي العليا) بنصب (كلمة) في مبحث الوجوه الإعرابية، وفي مبحث السمات البلاغية وفقه المعنى إن شاء الله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٣) البرهان في علوم القرآن (م. س) ١/٣٣٩


الصفحة التالية
Icon