مِنْ نَاصِرِينَ (٢٢)
قوله: ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله﴾ روى أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، أن النبي - ﷺ - قال: "قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مائة واثنا عشر رجلاً من عُبَّاد بني إسرائيل، فأمروا مَن قتلوهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعاً من آخر النهار، فهم الذين ذكرهم الله في كتابه، وأنزل الآية فيهم" (١).
وإنما دخلت الفاء في خبر "إِنَّ" في قوله: ﴿فبشرهم﴾ لتضمن اسمها معنى الجزاء، لأن "إِنَّ" لا تغيِّر معنى الابتداء، كأن معنى "إِنَّ الذين يكفرون": مَن يكفر فبشرهم، ولو كان مكان "إِنَّ" ليت، ولعل، لم يجز دخول الفاء (٢).
وما بعده سبق تفسيره، إلى قوله: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب﴾.
ألم تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٥)
السببُ في نزولها ما روى عكرمة، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
(٢)... انظر: التبيان (١/ ١٢٩)، والدر المصون (٢/٥١).