رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز | |
---|---|
المؤلف | الرَّسْعَني : عز الدين عبد الرازق بن رزق الله الرسعني الحنبلي (ت: 661هـ ) |
عدد الأجزاء | 1 |
التصنيف | التفسير |
اللغة | العربية |
عن الكتاب:
للحافظ عبد الرازق الرَّسْعني الحنبلي (ت: ٦٦١)، صدر في تسع مجلدات كبار مع الفهارس، عن مكتبة الأسدي بمكة المكرمة، حقَّقه الشيخ عبد الملك بن دهيش على ثلاث نسخ خطية غير مكتملة، سقطت منها سورة الفاتحة، والبقرة، والمائدة، وآيات قليلة من بعض السور، والكتاب يُعَدُّ من كتب التفسير بالمأثور، ويمتاز بالرد على أهل البدع كالقدريَّة، والمعتزلة وغيرهم.
أثنى المصنف على كتابه "رموز الكنوز" في أثناء تفسيره، وذكر بعض مزايا كتابه: فقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾، بعد أن ذكر دخلاًَ وجوابه: وقلّ أن ترى مثل هذا التدقيق والتحقيق في تفسير، فإذا قرأته فادْعُ بالرحمة والمغفرة لمن أسهَر فيه ناظره، وأتعب في استثماره خاطره. واعلم أنني بعد ذلك رأيت بعض نَحارِير العلماء قد ألمّ بهذا المعنى، فحمدت الله على مماثلته في التوفيق، لإصابة جهة التحقيق. انتهى.
قد أثنى العلماء على كتاب "تفسير رموز الكنوز"، ووصفوه بأوصاف تدل على قيمة الكتاب العلمية:
- قال الذهبي في تاريخ الإسلام: صنف تفسيراً حسناً، يروي فيه بإسناده. وقال في العبر: وصنف تفسيراً جيداً.
- وقال ابن رجب: وصنف تفسيراً حسناً في أربع مجلدات ضخمة، سماه: "رموز الكنوز"، وفيه فوائد حسنة، ويروي فيه الأحاديث بإسناده. ونصه في طبقات المفسرين للداوودي، ونحوه في المقصد الأرشد.
- وقال ابن بدران: رموز الكنوز تفسير جليل، يذكر فيه المؤلف أحاديث يرويها بالسند، ويناقش الزمخشري في كشافه، ويذكر فروع الفقه على الخلاف بدون دليل.. وبالجملة هو تفسير مفيد جداًّ لمن طالعه. وقال في موضع آخر عند حديثه عن تفاسير الحنابلة: وأجلُّ هذه التفاسير كلها وأنفعها تفسير الإمام عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرسعني، الفقيه المحدث الحنبلي.. إلى أن قال: وتفسيره "رموز الكنوز" وهو في أربع مجلدات، وفيه فوائد حسنة، ويروي فيه أحاديث بإسناده، ويذكر الفروع الفقهية، مبيناً خلاف الأئمة فيها، وله مناقشات مع الزمخشري، ولقد اطلعت عليه، وارتويت من مورده العذب الزلال، وشنفت مسامعي بتحقيقه، وارتويت من كوثر تدقيقه، فرحم الله مؤلفه.
منهج المؤلف في الكتاب:
١. يبدأ المؤلف -رحمه الله- بذكر طرف الآية ثم يذكر القراءات الواردة فيها، وينسبها إلى من قرأ بها من القراء، ثمَّ يقوم بتوجيه القراءات لغوياً، ومن ثم يعرض للمعاني المختلفة المأخوذة من القراءات المختلفة.
كما أنه يُثبت القراءات التي قرأها على شيوخ عصره من القراء، سواء كانت توافق القراءات العشر أو لا، وبهذا يعتبر كتاب "رموز الكنوز" مرجعاً مهماً لدارسي علوم القراءات.
٢. يذكر المعاني اللغوية ومباحث الإعراب ونكت البلاغة المتعلقة باللفظ القرآني.
٣. امتاز لفظ المؤلف بالإيجاز وكان سهل العبارة، مما جعل تفسيره قريب المنال، سهل المأخذ.
٤. اعتمد في بيان معاني الآيات أحسن طرق التفسير، فهو يفسر الآية بالقرآن وقراءاته ثم بالأحاديث الواردة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، وإيراد أسباب النزول المروية عنهم، ثم باللغة العربية.
٥. ساق الأحاديث النبوية بأسانيده المتصلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما ما يذكره عن الصحابة أو التابعين من الروايات فغالباً ما يذكرها دون إسناد.
٦. ذكَرَ الحكم على بعض الأحاديث التي يسوقها، فمن ذلك: قال عند قوله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً﴾ : روى الثعلبي بإسناد لا بأس به أن ابن عباس... الحديث.
٧. يذكر الخلافات الواردة عن السلف في التفسير، ويعدد عنهم الروايات في ذلك.
٨. يورد إشكالات على ظاهر النظم ثم يجيب عليها، انظر مثلاً ما ذكره عند الآية رقم (٤) من سورة الأعراف.
٩. يعقب بعض الآيات بذكر فصول مهمة، تتضمن أحكاماً فقهية، أو مسائل من أصول الدين، أو فوائد تتعلق بالآية؛ يُطنب القول فيها، ويذكر الآراء المختلفة حولها، مع سرد الأدلة لكل رأي.
١٠. موقفه من آيات الصفات:
ذكر الرسعني رحمه الله تعالى في كتابه "رموز الكنوز" رأيه في آيات الصفات بوضوح، فقال: قاعدة مذهب إمامنا في هذا الباب-أي آيات الصفات-: اتباع السلف الصالح؛ فما تأولوه تأولناه، وما سكتوا عنه سكتنا عنه، مفوّضين علمه إلى قائله، منزهين الله عما لا يليق بجلاله. اهـ.