رفعني، ولم يصبني إلا خير، وإن هذا شيء شُبِّهَ لهم (١).
قال وهب: طرقوا عيسى في بعض الليل ليصلبوه، فلما أرادوا صلبه أظلمت الأرض، فأرسل الله الملائكة فحالوا بينه وبينهم، وصلبوا مكانه رجلاً يقال له: يهوذا، وهو الذي دَلَّهُم عليه، وذلك أن عيسى عليه السلام جمع الحواريين تلك الليلة وأوصاهم، ثم قال: لَيكفرنّ بي أحدكم قبل أن يصيح الديك، ويبيعني بدراهم يسيرة، فخرجوا وتفرَّقوا، وكانت اليهود [تطلبه] (٢)، فأتى الحواري إلى اليهود، فقال: ما تجعلون لي إنْ دَلَلْتُكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين (٣) درهماً، فأخذها ودلَّهم عليه، فألقى الله عليه شَبَهَ عيسى لما دخل البيت، ورُفع عيسى، فأُخِذَ الذي دلّهم عليه، فقال: أنا الذي دَلَلْتُكم عليه، فلم يلتفتوا إلى قوله وقتلوه وصلبوه، وهم يظنون أنه عيسى (٤).
قوله: ﴿ومطهرُك من الذين كفروا﴾ أي: مُخْرِجك من بين أظهرهم، فإنهم أرجاس.
﴿وجاعل الذين اتبعوك﴾ قال ابن زيد: هم النصارى، ﴿فوق الذين كفروا﴾ وهم اليهود، فاليهود مقهورون مستذلون (٥).
(٢)... في الأصل: تطلبهم. والتصويب من مصادر التخريج.
(٣)... في تفسير الثعلبي (٣/٨٠) : مائتي درهم.
(٤)... أخرجه الطبري (٦/١٣)، والثعلبي في تفسيره (٣/٧٩-٨٠)، وفي عرائس المجالس (ص: ٤٠٠). وذكره السيوطي في الدر (٢/٧٢٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٥)... أخرجه الطبري (٣/٢٩٣). وذكره السيوطي في الدر (٢/٢٢٧) وعزاه لابن جرير.