الأنباء، لينبه الغافل، ويثبت العاقل، فقال: ﴿فلا تكن من الممترين﴾.
قوله: ﴿فمن حاجّك فيه﴾ أي: في عيسى، وقيل: في الحق.
﴿فقل تَعَالَوْا﴾ قال الفرَّاء: أصلها من العلو، ثم إن العرب لكثرة استعمالهم إياها صارت عندهم بمنزلة "هلم" حتى استجازوا أن يقولوا للرجل وهو فوق شرف: تعال، أي: اهبط (١).
وقرأ الحسن: تعالُوا -بضم اللام- (٢)، والأصل فيه: تعالَيُوا، تفاعَلُوا من العلو، فاستثقلوا الضمة على الياء فأسكنوها ثم حذفوها وبقيت اللام على فتحها (٣). ومَن ضمّ نقل حركة الياء المحذوفة إلى اللام.
﴿نَدْعُ أبناءنا﴾ أي: يَدْعُ كل مني ومنكم. وأبناؤه - ﷺ - فاطمة وابناها (٤)، ﴿وأنفسنا وأنفسكم﴾ يعني: نفسه الكريمة.
قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي رحمة الله عليه (٥) : في قوله: "وأنفسنا"، خمسة أقوال:
أحدها: أنه أراد عليّ بن أبي طالب. قاله الشعبي، والعرب تُخبر عن ابن العم بأنه نفس ابن عمه.
والثاني: أنه أراد الإخوان. قاله ابن قتيبة (٦).

(١) لم أقف عليه في معاني الفراء. وعزاه ابن الجوزي له في زاد المسير (١/٣٩٩).
(٢) إعراب القراءات الشواذ (ق/ ٤٣/أ)، وهي قراءة شاذة.
(٣) انظر: التبيان (١/١٣٨)، والدر المصون (٢/١٢١).
(٤) أي: أبناء فاطمة؛ الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
(٥) زاد المسير (١/٣٩٩).
(٦)... تفسير غريب القرآن (ص: ١٠٦).


الصفحة التالية
Icon