وادّعوا في دين إبراهيم، ثم ردّ النجاشي على عمرو وأصحابه المال الذي حملوه، وقال: إنما هديتكم إليّ رشوة، فاقبضوها، فإن الله ملَّكني ولم يأخذ مني رشوة، قال جعفر: فانصرفنا فكنا في خير دار، وأكرم جوار، فأنزل الله تعالى في ذلك اليوم في خصومتهم في إبراهيم على رسوله - ﷺ - وهو بالمدينة: ﴿إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه﴾ على مِلَّته وسُنَّته ﴿وهذا النبي﴾ يعني: محمداً - ﷺ - ﴿والذين آمنوا والله ولي المؤمنين﴾ (١).
أنبأنا حنبل بن عبد الله بن الفرج بن شعبان أبو علي (٢)، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين (٣)، أخبرنا أبو علي بن المذهب (٤)، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي (٥)، أخبرنا عبد الله -يعني: ابن الإمام أحمد- قال: حدَّثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن
(٢) كان يكبر بجامع المهدي وينادي في الأملاك، سمع مسند الإمام أحمد جميعه من أبي القاسم ابن الحصين. توفي سنة أربع وستمائة (سير أعلام النبلاء ٢١/٤٣١، وتكملة الإكمال ٢/٣١٥).
(٣)... هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني، أبو القاسم البغدادي، الكاتب، مسند العراق. توفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة (سير أعلام النبلاء ١٩/٥٣٦).
(٤)... الحسن بن علي التميمي، أبو علي الواعظ، سمع المسند والزهد للإمام أحمد. توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة (التقييد لابن نقطة ١/٢٧٩، والعبر ٢/٢٨٥، وشذرات الذهب ٣/٢٧١).
(٥)... أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي، أبو بكر القطيعي الحنبلي، الشيخ العالم المحدِّث، مسند العراق، راوي مسند الإمام أحمد وغيره. توفي في ذي الحجّة سنة ثمان وستين وثلاثمائة (لسان الميزان (١/١٤٥، وسير أعلام النبلاء ١٦/٢١٠).