وإما أن يكون من الوعيد لمن فعل ذلك مستحلاً فإنه يكفر، ويستحق جميع ما تُوعّد به.
وإن مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ارةب
قوله عز وجل: ﴿وإن منهم﴾ (١) يعني: أهل الكتاب، ﴿لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب﴾ أي: يقلبونها بالتحريف والزيادة.
والأَلْسِنَة: جمع لِسَان، كَحِمَار وأَحْمِرَة.
قال أبو عمرو: واللسان يُذكَّر ويُؤنَّث، فمن ذَكَّره جمعه: أَلْسِنَة، ومَن أنَّثه جمعه: أَلْسُناً (٢).
وقال الفرّاء (٣) : اللسان بعينه لم نسمعه من العرب إلا مُذكَّراً، تقول العرب: سبق من فلان لسان؛ يعنون به الكلام، فيُذكِّرونه.
(٢) لسان العرب، مادة: (لسن).
(٣) لم أقف عليه في معاني الفراء، وهو في زاد المسير (١/٤١٢).