وأعتقت امرأة جارية لا تملك غيرها، فقال النبي - ﷺ -: "حَجَبَتْكِ من النار" (١).
ويروى أن ابن عمر رضي الله عنهما قرأ هذه الآية يوماً، فقال: لا أجد شيئاً أحب إليّ من جاريتي رُمَيْثَة، هي حُرَّة لوجه الله تعالى. ثم قال: لولا أني لا أعود في شيء جعلته لله لنكحتها، فأنكحها نافعاً مولاه، فهي أم ولده (٢).
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد (٣) بإسناده: أن الربيع بن خُثَيم (٤) جاءه سائل في ليلة باردة، فخرج إليه فرآه كأنه مَقْرُور (٥)، فقال: ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون﴾، فنزع برنساً له، فأعطاه إياه.
ووقف سائل على بابه مرة أخرى، فقال: أطعموه سُكَّراً، فقالوا: الخبز أنفع له، فقال: ويحكم، أطعموه سُكَّراً فإن الربيع يحب السُّكَّر (٦).
* كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إسرائيل إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣)

(١) ذكره الثعلبي في تفسيره (٣/١١٠) بغير إسناد، عن حوشب.
(٢) أخرجه الحاكم (٣/٦٤٧)، والثعلبي (٣/١١١). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/٢٦٠) وعزاه لعبد بن حميد والبزار.
(٣) الزهد (ص: ٣٩٩).
(٤) الربيع بن خثيم -بضم المعجمة وفتح المثلثة- بن عائذ بن عبد الله الثوري، أبو يزيد الكوفي، من عباد أهل الكوفة وزهادهم والمواظبين منهم على الورع الخفي والعبادة الدائمة. توفي سنة إحدى أو ثلاث وستين (التقريب ص: ٢٠٦، ومشاهير علماء الأمصار ص: ٩٩).
(٥) أي: بارد.
(٦)... أخرجه أحمد في الزهد (ص: ٣٩٧)، وابن أبي شيبة (٧/١٤٨)، وأبو نعيم في الحلية (٢/١١٥)، وهناد في الزهد (١/٣٤٤)، والثعلبي في تفسيره (٣/١١١).


الصفحة التالية
Icon